جنون شوارعنا- سباق محموم نحو الهاوية؟
المؤلف: هيلة المشوح10.15.2025

بالطبع، ألبرت أينشتاين، العالم الفيزيائي اللامع وصاحب النظرية النسبية الشهيرة، ليس له علاقة مباشرة بمقالي هذا. ولكنه مجرد إسقاط كوميدي ساخر على واقعنا المرير، حيث يبدو أننا نعيش في عالم موازٍ يسوده الجنون والفوضى، وكأن الجميع في سباق محموم مع الزمن. الكل يتصرف وكأنه عالم فذ يسعى جاهداً لتفريغ أفكاره النيرة وإنقاذ البشرية، أو كأنه على وشك تحقيق اختراع عظيم يضاهي الهاتف، الكهرباء، الطائرة، الإنترنت، والذكاء الاصطناعي، وغيرها من الإنجازات الخالدة!
منذ أيام قليلة، تعرض ابني لحادث تصادم مروع شمل عدة سيارات، مما ألحق بسيارته أضراراً جسيمة. وبعد يومين فقط، كادت فتاة متهورة تتجاوزني بسرعة جنونية أن تتسبب في كارثة، واصطدمت بسيارتي محدثةً تلفيات طفيفة. هذا الحادث أثار في ذهني سؤالاً ملحاً: لماذا هذه السرعة؟ لماذا هذا التهور والاستهتار أثناء القيادة؟ والأمر الأكثر إثارة للقلق هو استخدام الهواتف المحمولة في الشوارع بهذه الطريقة الجنونية والخطيرة، على الرغم من وجود نظام "ساهر" الذي نأمل أن يطيل الله بقائه ونجاحه! الغريب في الأمر أن الفتاة قالت وهي تضحك ببرود: "معليش، كنت على الواتساب!" وكأنها تقول إذا كانت سيارتك مؤمنة فـ"الأمر بسيط وسهل"!
تراودني تساؤلات جمة لا أجد لها إجابات منطقية: لماذا يتسابق الجميع بهذه الطريقة؟ ولماذا يقوم الكل بالضغط على دواسة الوقود بقوة عندما يرى سيارة تحاول الدخول في مساره؟ ولماذا هذا العناد والإصرار على ارتكاب الأخطاء؟ هل هذه الدوافع نفسية وسيكولوجية تحتاج إلى دراسة متعمقة من قبل خبراء الصحة النفسية بالتعاون مع قطاع المواصلات والمرور؟ أم أن هناك أسباباً أخرى؟ الشيء الوحيد الذي أنا متأكدة منه هو أن هناك على هذا الكوكب فئة من البشر يقودون مركباتهم بانضباط، ذوق، فن، وأمان، بالإضافة إلى كونهم أذكياء، مبدعين، وعباقرة!
بصراحة، لا أعلم هل الجميع يدرك هذا الجنون ويشعر بالاغتراب وسط دوامة فوضى الشوارع، أم أنني أعيش في عالم من الخيال أو في عالم موازٍ لعالمنا الواقعي، له أخلاقياته الخاصة ومخاطر القيادة الفريدة؟
عندما أخرج لقضاء مشوار بسيط، أحاول أن أهيئ نفسي للتفاؤل وتقبل عدد قليل من المنغصات المرورية، ولكنني غالباً ما أعود محمّلة بكم هائل من التذمر والضغط النفسي نتيجة للسلوكيات البشرية الكارثية، والتي قد تبدو عادية بالنسبة للبعض. على سبيل المثال، إغلاق مسارات اليمين، مما يتسبب في إعاقة حركة المرور وتضرر أولئك الذين يرغبون في الانعطاف، بالإضافة إلى التضرر الذي يلحق بالملتزمين بالإشارة عند الدخول المفاجئ وقطع الطريق وإجبار الآخرين على الانتظار لفترة أطول. أو استغلال المسافة الآمنة على الطرق السريعة عن طريق إدخال جزء من المركبة فيها، أو اضطرارك إلى انتظار فتح إشارة مرور ليست لك في الأصل لتتمكن من الانعطاف. هذا بالإضافة إلى عدم الالتزام بالمسارات وتغييرها بطريقة متعرجة ومخيفة دون استخدام إشارة تغيير المسار أو حتى التلفظ بكلمة اعتذار أو إلقاء تحية عابرة!
باختصار، هذا مجرد جزء يسير من غضبي واستيائي، وهي مجرد فضفضة أعتقد أن الأغلبية سيقرأونها ويوافقون عليها بتنهيدة عميقة وشعور بالوحدة في هذا الوضع. وسؤالي هو: هل تعرض أحدكم لحادث مروري تسبب فيه شخص متهور أو لحادث بسيط أو حتى لخدش في سيارته وكأنه جرح غائر في قلبه؟ الإجابة بالتأكيد هي نعم. وهنا لا بد من الاعتراف بوجود خلل كبير لم يتمكن نظام "ساهر" من معالجته، الأمر الذي يستدعي البحث عن حلول عاجلة وفعالة، مثل وضع أنظمة صارمة للالتزام بالمسارات والإشارات الجانبية وتغريم المخالفين الذين يقومون بإغلاق مسارات اليمين، خاصة وأن القيادة في مدينة الرياض على وجه الخصوص أصبحت مادة دسمة للتندر والانتقاد. أتمنى من أعماق قلبي أن يأتي اليوم الذي نقول فيه بفخر: "القيادة في الرياض فن، ذوق، وأخلاق!" وليس هناك مستحيل على الله.
لا أعلم لماذا، على الرغم من كل هذه المنغصات المرورية، ينتابني هذا الشعور الغريب بأن الجميع في سباق محموم مع الزمن وهو يصرخ بفرح: "وجدتها! وجدتها!"
منذ أيام قليلة، تعرض ابني لحادث تصادم مروع شمل عدة سيارات، مما ألحق بسيارته أضراراً جسيمة. وبعد يومين فقط، كادت فتاة متهورة تتجاوزني بسرعة جنونية أن تتسبب في كارثة، واصطدمت بسيارتي محدثةً تلفيات طفيفة. هذا الحادث أثار في ذهني سؤالاً ملحاً: لماذا هذه السرعة؟ لماذا هذا التهور والاستهتار أثناء القيادة؟ والأمر الأكثر إثارة للقلق هو استخدام الهواتف المحمولة في الشوارع بهذه الطريقة الجنونية والخطيرة، على الرغم من وجود نظام "ساهر" الذي نأمل أن يطيل الله بقائه ونجاحه! الغريب في الأمر أن الفتاة قالت وهي تضحك ببرود: "معليش، كنت على الواتساب!" وكأنها تقول إذا كانت سيارتك مؤمنة فـ"الأمر بسيط وسهل"!
تراودني تساؤلات جمة لا أجد لها إجابات منطقية: لماذا يتسابق الجميع بهذه الطريقة؟ ولماذا يقوم الكل بالضغط على دواسة الوقود بقوة عندما يرى سيارة تحاول الدخول في مساره؟ ولماذا هذا العناد والإصرار على ارتكاب الأخطاء؟ هل هذه الدوافع نفسية وسيكولوجية تحتاج إلى دراسة متعمقة من قبل خبراء الصحة النفسية بالتعاون مع قطاع المواصلات والمرور؟ أم أن هناك أسباباً أخرى؟ الشيء الوحيد الذي أنا متأكدة منه هو أن هناك على هذا الكوكب فئة من البشر يقودون مركباتهم بانضباط، ذوق، فن، وأمان، بالإضافة إلى كونهم أذكياء، مبدعين، وعباقرة!
بصراحة، لا أعلم هل الجميع يدرك هذا الجنون ويشعر بالاغتراب وسط دوامة فوضى الشوارع، أم أنني أعيش في عالم من الخيال أو في عالم موازٍ لعالمنا الواقعي، له أخلاقياته الخاصة ومخاطر القيادة الفريدة؟
عندما أخرج لقضاء مشوار بسيط، أحاول أن أهيئ نفسي للتفاؤل وتقبل عدد قليل من المنغصات المرورية، ولكنني غالباً ما أعود محمّلة بكم هائل من التذمر والضغط النفسي نتيجة للسلوكيات البشرية الكارثية، والتي قد تبدو عادية بالنسبة للبعض. على سبيل المثال، إغلاق مسارات اليمين، مما يتسبب في إعاقة حركة المرور وتضرر أولئك الذين يرغبون في الانعطاف، بالإضافة إلى التضرر الذي يلحق بالملتزمين بالإشارة عند الدخول المفاجئ وقطع الطريق وإجبار الآخرين على الانتظار لفترة أطول. أو استغلال المسافة الآمنة على الطرق السريعة عن طريق إدخال جزء من المركبة فيها، أو اضطرارك إلى انتظار فتح إشارة مرور ليست لك في الأصل لتتمكن من الانعطاف. هذا بالإضافة إلى عدم الالتزام بالمسارات وتغييرها بطريقة متعرجة ومخيفة دون استخدام إشارة تغيير المسار أو حتى التلفظ بكلمة اعتذار أو إلقاء تحية عابرة!
باختصار، هذا مجرد جزء يسير من غضبي واستيائي، وهي مجرد فضفضة أعتقد أن الأغلبية سيقرأونها ويوافقون عليها بتنهيدة عميقة وشعور بالوحدة في هذا الوضع. وسؤالي هو: هل تعرض أحدكم لحادث مروري تسبب فيه شخص متهور أو لحادث بسيط أو حتى لخدش في سيارته وكأنه جرح غائر في قلبه؟ الإجابة بالتأكيد هي نعم. وهنا لا بد من الاعتراف بوجود خلل كبير لم يتمكن نظام "ساهر" من معالجته، الأمر الذي يستدعي البحث عن حلول عاجلة وفعالة، مثل وضع أنظمة صارمة للالتزام بالمسارات والإشارات الجانبية وتغريم المخالفين الذين يقومون بإغلاق مسارات اليمين، خاصة وأن القيادة في مدينة الرياض على وجه الخصوص أصبحت مادة دسمة للتندر والانتقاد. أتمنى من أعماق قلبي أن يأتي اليوم الذي نقول فيه بفخر: "القيادة في الرياض فن، ذوق، وأخلاق!" وليس هناك مستحيل على الله.
لا أعلم لماذا، على الرغم من كل هذه المنغصات المرورية، ينتابني هذا الشعور الغريب بأن الجميع في سباق محموم مع الزمن وهو يصرخ بفرح: "وجدتها! وجدتها!"
